متى أشعل العالم سيجارته الأولى؟
فيما تدور معركة سيفاستوبول الفاصلة، بما يعرف بحرب القرم، بين الجيش القيصري الروسي من جهة، والدولة العثمانية وحلفائها من جهة، كان جندي فرنسي يعرف باسم زواف مشغول بما سيغير ثقافة التدخين في العالم لاحقاً. فجلس يفكر في أنبوبه الطيني المكسور، في الحرب الدائرة، كيف سيدخن؟ وسرعان ما وجد الإجابة في اقتطاع ورقة صغيرة من كيس البارود الخاص به، ولف بها التبغ، ليشعل أول سيجارة ملفوفة في التاريخ. وفي حين لا نعرف شيئاً عن صورة قادة الحرب التي اختتمت القرن التاسع عشر، تبقى صورة زواف محفورة في عقولنا حتى لو لم نعرف عنه شيئاً. إنه بطل غلاف الورقة الأشهر عالمياً "زيج زاج"، والتي يفخر الأخوان براونشتاين اللذان صنعانها بصورة "المحارب الفرنسي المبدع"، بحسب توصيف الموقع الرسمي للشركة التي تتعدد منتجاتها المتعلقة بالدخان.
من كيس البارود حتى دفتر ورق السجائر
من ورقة كيس البارود، حتى الشكل الحالي لمظروف أو دفتر البفرة، مرت صناعة ورق لف السجائر بالعديد من المراحل. فقام الأخوان براونشتاين عام 1894، بالتوصل إلى الورق المتداخل على شكل حرف Z، ليطورا من عملية التعبئة والتغليف التي سمحت بسحب ورقة واحدة من الدفتر في كل مرة، على العكس من طريقة التعبئة العادية. وبذلك نجح الأخوان في الحصول على براءة الاختراع الجديدة، وأطلقا على المنتج الجديد اسم زيج زاج الذي يحمل غلافه صورة مرسومة للمحارب الفرنسي "زواف".
العرب ونجم زمان الورق (شام)
كان للعرب تجربة خاصة في تلك الصناعة التنافسية حتى غزو العديد من الماركات الأجنبية الغربية المتنوعة وذات الجودة والسهولة في الاستخدام، إلى الأسواق العربية التي سيطرت عليها ماركات عربية مثل ورق الشام ومغربي وأوتو مان لفترة طويلة.
وليس تنوع خصائص الحرق وحده هو العنصر الفاصل في المنافسة بين منتجي ورق السجائر "البفرة"، بل مدى التأثير على طعم الدخان. لذلك انتبه المنتجون إلى أهمية إبراز هذا العنصر في العبارات الدعائية حتى اليوم.